شهدت الولايات المتحدة انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الرهن العقاري، حيث تراجعت للأسبوع الثالث على التوالي لتصل إلى أدنى مستوياتها في عام 2025، هذا الانخفاض يُعتبر إشارة إيجابية لسوق الإسكان، حيث يعيد الأمل للمشترين ويفتح آفاقًا جديدة مع بداية العام الجديد.
وفقًا للبيانات الأسبوعية من مؤسسة «فريدي ماك»، انخفض متوسط سعر الفائدة على القروض العقارية الثابتة لأجل 30 عامًا، وهو الأكثر شيوعًا، إلى 6.15% مقارنة بـ 6.18% في الأسبوع السابق، هذا الاتجاه يشير إلى تراجع تدريجي شهدته الأشهر الماضية بعد أن كانت المعدلات مرتفعة في منتصف العام.
هذا الانخفاض يترجم إلى خفض في الدفعات الشهرية للمقترضين، مما يعزز القدرة الشرائية ويجعل شراء المنازل أكثر سهولة للعديد من الأمريكيين، بدأت هذه المؤشرات الإيجابية تُظهر تأثيرها على أرض الواقع، حيث أظهرت بيانات الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين (NAR) ارتفاع مؤشر عقود شراء المنازل القائمة في نوفمبر الماضي، مسجلًا أعلى مستوى له منذ بداية عام 2023، ويمثل هذا الارتفاع زيادة شهرية رابعة على التوالي، مما يؤكد وجود زخم حقيقي في الطلب.
يعتقد المحللون أن تعافي سوق الإسكان لا يرتبط فقط بانخفاض أسعار الفائدة، بل بدعمه بعامل اقتصادي آخر هو تسارع نمو الأجور الذي تجاوز مؤخرًا معدل ارتفاع الأسعار، هذا التغير يعني تحسنًا في القوة الشرائية للأسر، مما يسهل عملية امتلاك المنازل حتى لو استقرت معدلات الرهن عند مستوياتها الحالية دون انخفاض كبير آخر.
وفي هذا السياق، أعرب كبير الاقتصاديين في موقع «Realtor.com»، جويل برنر، عن تفاؤله بالمستقبل، مشيرًا إلى أنه إذا استمر هذا الزخم الإيجابي خلال موسم الذروة لشراء المنازل في ربيع وصيف عام 2026، فقد نشهد أرقام مبيعات أقوى بكثير مقارنة بما شهدناه في معظم فترات عام 2025.
بشكل عام، يمثل هذا التطور بارقة أمل لسوق الإسكان الأمريكي الذي واجه تحديات كبيرة في السنوات الماضية بسبب ارتفاع تكلفة التمويل، ومن المتوقع أن يحفز المناخ الحالي، المدعوم ببيانات اقتصادية إيجابية، حركة بيع وشراء أكثر نشاطًا في العام المقبل.

