ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، على الرغم من توقعات بتسجيل خسائر سنوية تفوق 15% بنهاية عام 2025، ويعود ذلك إلى توقعات بفائض في المعروض في ظل ظروف سياسية متقلبة وحروب تجارية متزايدة، بالإضافة إلى زيادة إنتاج تحالف “أوبك+”.
سجلت العقود الآجلة لخام “برنت” انخفاضًا سنويًا يقارب 18%، وهو أكبر تراجع منذ عام 2020، ليكون بذلك أطول سلسلة خسائر سنوية متتالية على مدار ثلاث سنوات.
أيضًا، خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي يسير نحو انخفاض سنوي بنسبة 19%، وبيانات مجموعة بورصات لندن تشير إلى أن متوسط أسعار الخامين لعام 2025 هو الأدنى منذ خمس سنوات.
بحلول الساعة 11:50 بتوقيت جرينتش، ارتفع خام برنت بمقدار 21 سنتًا ليصل إلى 61.54 دولار للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس القدر ليبلغ 58.16 دولار
توقع جيسون ينغ، محلل السلع في “بي إن بي باريبا”، أن ينخفض سعر برنت إلى 55 دولارًا في الربع الأول من 2026، قبل أن يتعافى إلى 60 دولارًا في بقية العام، ويعزو ذلك إلى استقرار إمدادات النفط الصخري الأمريكي وقدرة المنتجين على التحوط بمستويات مرتفعة.
على صعيد المخزونات، أفادت مصادر في السوق بارتفاع مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، في انتظار صدور البيانات الرسمية عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
شهد عام 2025 تقلبات حادة بدأت بفرض عقوبات أمريكية على روسيا، وتصاعد الحرب في أوكرانيا التي أثرت على البنية التحتية للطاقة وعطلت صادرات كازاخستان، بالإضافة إلى التوترات الإيرانية الإسرائيلية التي هددت الملاحة في مضيق هرمز.
في الأسابيع الأخيرة، تفاقمت الأزمات بشأن اليمن بين كبار منتجي “أوبك”، بالتزامن مع أوامر الرئيس الأمريكي بفرض حصار على صادرات فنزويلا وتهديداته لإيران.
رغم هذه التوترات، ضغطت زيادة إنتاج “أوبك+” بنحو 2.9 مليون برميل يوميًا منذ أبريل، والمخاوف من الرسوم الجمركية الأمريكية، على الأسعار نحو الانخفاض.
قرر التحالف تعليق زيادة الإنتاج في الربع الأول من 2026، تمهيدًا لاجتماعه المقبل في 4 يناير.
يتوقع محللون أن يتجاوز العرض العالمي الطلب العام المقبل بفارق يتراوح بين مليوني برميل يوميًا حسب تقدير “جولدمان ساكس”، و3.84 مليون برميل وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وأشار مارتاين راتس، المحلل في “مورجان ستانلي”، إلى أن هبوط الأسعار لمستويات 50 دولارًا قد يدفع “أوبك+” لإجراء تخفيضات جديدة.

