كشف تقرير صادر عن شركة 3 Axis Advisors عن نية شركات الأدوية الكبرى رفع أسعار أكثر من 350 دواءً في السوق الأمريكية، بما في ذلك لقاحات COVID-19 وRSV وبعض الأدوية لعلاج السرطان، رغم الضغوط المستمرة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للحد من تكاليف الأدوية على المرضى. البيانات تشير إلى أن عدد الأدوية التي تخطط الشركات لرفع أسعارها في 2026 زاد مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت الزيادة المتوسطة لهذا العام حوالي 4%، وهو ما يتماشى مع الزيادات السابقة، دون احتساب أي خصومات تُمنح لمتعهدي الفوائد الصيدلانية أو خصومات أخرى.

رغم هذه الزيادات، هناك بعض الأدوية التي ستشهد انخفاضًا في الأسعار، مثل عقار Jardiance لعلاج السكري، حيث خفضت الشركات المنتجة سعره بأكثر من 40% بعد مفاوضات مع الحكومة الأمريكية ضمن برنامج Medicare لكبار السن. الأسعار في الولايات المتحدة تُعتبر الأعلى عالميًا، حيث يصل متوسط تكلفة الدواء إلى ثلاثة أضعاف ما يدفعه المرضى في دول متقدمة أخرى، مما دفع ترامب للضغط على الشركات لتخفيض الأسعار لتكون أكثر توافقًا مع المعدلات العالمية.

الزيادات المرتقبة تأتي رغم أن ترامب أبرم صفقات مع 14 شركة دوائية لتخفيض أسعار بعض الأدوية، بما في ذلك Pfizer وSanofi وBoehringer Ingelheim، والتي تخطط أيضًا لزيادة أسعار بعض الأدوية اعتبارًا من يناير المقبل. الدكتور بنيامين روم، الباحث في سياسات الصحة، أشار إلى أن هذه الصفقات تُظهر تغييرات شكلية، لكنها تؤثر فقط على الهامش الذي يدفعه المرضى، موضحًا أن الشركات تعمل على تحقيق توازن بين الأسعار والخصومات.

شركة Pfizer أعلنت عن أكبر عدد من زيادات الأسعار، حيث تشمل حوالي 80 دواءً، منها Ibrance وNurtec وPaxlovid، مع معظم الزيادات أقل من 10% باستثناء زيادة 15% على لقاح COVID-19 Comirnaty. الشركة أكدت أن هذه الزيادات ضرورية لدعم استثماراتها في تطوير أدوية جديدة.

زيادات الأسعار كانت شائعة في السابق، لكن الشركات خفّضت هذه الزيادات مؤخرًا بسبب الانتقادات السياسية. شركة GSK الأوروبية أعلنت عن خطط لزيادة أسعار حوالي 20 دواءً ولقاحًا بنسبة تتراوح بين 2 و8.9%، مؤكدة التزامها بأسعار معقولة، بينما لم ترد شركتا Sanofi وNovartis على استفسارات حول هذا الموضوع.

من المتوقع أن يشهد يناير المقبل زيادات أخرى في أسعار الأدوية، حيث يُعتبر هذا الشهر الأكثر نشاطًا في هذا المجال. شركة 3 Axis Advisors تعمل مع مجموعات الصيادلة وخطط التأمين لتقديم المشورة بشأن التسعير، مما يعكس استمرار شركات الأدوية في رفع أسعار الأدوية الأساسية رغم الضغوط السياسية، ويؤكد على أهمية المريض الأمريكي في تحديد تكلفة العلاج.