تسعون حلقة كاملة استطاعت أن تحقق ما لم تنجح فيه العديد من الأعمال الدرامية على مر العقود، مسلسل “سلمى” المقتبس عن التركي “امرأة” انتهى في 15 ديسمبر 2025، وترك وراءه ظاهرة اجتماعية حقيقية جعلت الجمهور العربي يتفاعل ككتلة واحدة من المشاعر.
في اللحظات الأخيرة، حدثت صدمة كبرى بعودة جلال المفاجئة من الموت، لكن الأمل سرعان ما تحطم عندما قتله عزمي في مشهد دموي أمام عيني سلمى مباشرة، هذا التحول السريع من الفرح إلى المأساة هز مشاعر المشاهدين الذين استثمروا عواطفهم في تسعين حلقة.
مرام علي نجحت في تجسيد انهيار سلمى النفسي بطريقة مؤثرة جعلت الفجوة بين الشاشة والواقع تتلاشى، الجمهور لم يعد مجرد متفرج بل عاش الفقدان كأنه تجربة شخصية، وكأنهم فقدوا أحد أفراد عائلتهم.
انهيار ميرنا العقلي ودخولها مستشفى الأمراض العقلية بمساعدة الدكتورة وفاء أضاف بعدًا مأساويًا جديدًا، بينما وفاة والدة هيفا كانت تحولًا رمزيًا عميقًا أعاد تشكيل الروابط العائلية وسط هذه العواصف العاطفية.
جولي وشادي أظهرا صدمتهما من خلال إخراج حذاء والدهما جلال، مما جعل سلمى تعيد التفكير في زواجها من عادل، لكن النهاية جاءت مع قبول الأطفال لعادل كزوج جديد لأمهم، في مشهد مختلط من المشاعر.
النقاشات المحتدمة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أن العمل تجاوز حدود الترفيه العادي، المسلسل، مع طاقمه المتميز من ستيفاني عطا الله ونيقولا معوض وسيناريو لبنى مشلح ومي حايك، خلق ما يشبه “متلازمة ستوكهولم العاطفية” مع جمهوره.
هذا العمل المعروض على شاهد وCBC نجح في خلق تجربة إنسانية مشتركة حولت ملايين المشاهدين إلى عائلة واحدة تتشارك الذكريات والمشاعر مع شخصيات لم تعد مجرد أدوار تمثيلية، بل أصبحت أفرادًا حقيقيين في قلوب متابعيهم.

