في الفترة الأخيرة، لوحظ اهتمام كبير من الناس بأسعار السلع الغذائية الأساسية، وخاصة البيض والدواجن، وهذا الاهتمام جاء بعد انخفاض ملحوظ في أسعار هذه المنتجات في الأسواق، مما أثار تساؤلات حول الأسباب وراء هذا التراجع وتأثيره على المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وفي هذا الإطار، تحدث الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، عن أحدث تحركات أسعار هذه المنتجات، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز الرقابة على نظام التداول لتقليل الفجوة الكبيرة بين أسعار المزارع والمنافذ التجارية.
خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج «الساعة 6» على قناة الحياة، استعرض تفاصيل الأسعار الحالية وأسباب اختلافها بين المزارع والسوق، مؤكدًا أهمية ضبط السوق لصالح الجميع.

قال الدكتور عبد العزيز السيد إن سعر كرتونة البيض في المزارع اليوم يبلغ حوالي 90 جنيهًا، وهو سعر يعكس تراجعًا ملحوظًا مقارنة بالفترات السابقة، وأوضح أن الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين تبيع كرتونة البيض للمستهلك بسعر 120 جنيهًا، بينما يصل السعر في بعض السوبر ماركت إلى حوالي 140 جنيهًا، وهو ما يعتبره مبالغًا فيه.
أكد رئيس شعبة الدواجن أن السعر العادل لكرتونة البيض يجب ألا يتجاوز 115 جنيهًا، وشدد على أهمية وجود جهات رقابية فعالة لضبط السوق، مضيفًا أن غياب الرقابة على الحلقات الوسيطة بين المزارع والمستهلك يساهم في رفع الأسعار بدون مبرر، ودعا إلى إحكام السيطرة على سلاسل التداول لمنع أي ممارسات احتكارية.
وأشار الدكتور عبد العزيز السيد إلى أن السوق شهد انخفاضات واضحة في الأسعار خلال الفترة الحالية، حيث تراجعت أسعار البيض بنحو 45%، بينما انخفضت أسعار الدواجن بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بمستوياتها خلال شهر رمضان الماضي، واعتبر أن هذه الانخفاضات تعكس تحسنًا في عوامل الإنتاج وتوافر المعروض، مما يستوجب أن تنعكس هذه التغيرات بشكل مباشر على أسعار البيع للمستهلك النهائي.
ولفت رئيس شعبة الدواجن إلى أن هناك بعض المحال التجارية التي تبيع كرتونة البيض بسعر 115 جنيهًا، وهذا يثبت إمكانية ضبط السوق حال الالتزام والرقابة، وأكد أن الأسعار التي تطرحها وزارة التموين عبر فروعها الاستهلاكية مناسبة وتخدم مصلحة المواطنين، حيث تبيع كرتونة البيض بسعر 120 جنيهًا، وذكر أن استمرار ضخ السلع بأسعار مناسبة، إلى جانب تشديد الرقابة على الأسواق، يعدان عاملين أساسيين لتحقيق التوازن السعري وحماية المستهلك.
وفي موضوع آخر، نفى رئيس شعبة الدواجن الأنباء المتداولة حول انتشار ما يُعرف بـ “الفراخ السردة” في الأسواق المصرية، مؤكدًا أن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، وأن أغلب الدواجن المتاحة تتمتع بحجم مناسب يلبي حاجة المستهلكين.
وأوضح عبد العزيز السيد أن الفراخ السردة تشير إلى الدواجن الصغيرة الحجم، التي لا يمكن تحديد حالتها الصحية إلا بعد إجراء فحوصات بيطرية دقيقة، وشدد على أن هذه الدواجن ليست بالضرورة مريضة، بل قد يكون اختلاف حجمها أمرًا طبيعيًا يحدث أثناء التربية، مؤكدًا على أهمية وجود رقابة بيطرية مشددة لضمان سلامتها قبل طرحها في الأسواق.
أكد رئيس شعبة الدواجن أن الفراخ السردة لم تبدأ بالانتشار بشكل ملحوظ في الأسواق، مشيرًا إلى أن أغلب الدواجن المتوفرة تتمتع بحجم كبير، نتيجة حرص المنتجين على تعويض خسائرهم الناتجة عن انخفاض الأسعار الأخيرة.
وأشار السيد إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه قطاع الدواجن في مصر هو التفاوت بين تكلفة الإنتاج والأسعار في السوق، موضحًا أن هذا الوضع يضع صغار المربين تحت ضغط كبير، حيث قد يضطرون لبيع الدواجن بأسعار أقل من تكلفة إنتاجها، مما يؤدي إلى خسائر مالية، وأكد على ضرورة وضع أسعار عادلة تتماشى مع تكاليف الإنتاج لضمان استدامة القطاع وحماية المربين من المخاطر الاقتصادية.

