تراجعت أسعار الذهب والفضة في آخر يوم من التداول لعام 2025، اليوم الأربعاء، لكنها لا تزال في طريقها لتحقيق أفضل أداء سنوي منذ عام 1979، مع اقتراب نهاية عام استثنائي للمعادن الثمينة.

انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 4,329.12 دولارًا للأوقية، وهو أدنى مستوى لها منذ أكثر من أسبوعين، بعد أن بلغت مستوى قياسيًا عند 4,549.71 دولار يوم الجمعة، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب لشهر فبراير بنسبة 1% إلى 4,340.90 دولار للأوقية.

تتجه المعادن الثمينة نحو تحقيق مكاسب سنوية قوية، حيث سجلت الفضة قفزة تاريخية بنسبة 140%، بينما حقق الذهب أقوى مكاسبه السنوية منذ أكثر من 40 عامًا، إذ ارتفعت أسعاره بأكثر من 60% خلال عام 2025، وهو أكبر مكسب سنوي له منذ عام 1979، عندما ساهمت عوامل جيوسياسية، مثل الثورة الإيرانية، في ارتفاع الأسعار.

كان صعود الذهب هذا العام مدفوعًا بتخفيض أسعار الفائدة والتوقعات بمزيد من التيسير النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بالإضافة إلى الصراعات الجيوسياسية والطلب القوي من البنوك المركزية، وارتفاع حيازات الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب.

قال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في Tastylive: “ربما بحلول نهاية الربع الأول من عام 2026، قد نرى الذهب يختبر مستوى 5,000 دولار، ويبدو أن المحفزات التي دعمت الذهب، خاصة خلال العام الماضي، أصبحت ذاتية الاستمرار”

في المقابل، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 5.6% إلى 72.20 دولارًا للأوقية يوم الأربعاء، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 83.62 دولار يوم الاثنين، ورغم ذلك، حققت الفضة مكاسب تجاوزت 140% منذ بداية العام، متفوقة على الذهب، ومتجهة لتسجيل أفضل عام لها على الإطلاق.

شهد المعدن اختراق عدة مستويات قياسية خلال عام 2025، مدعومًا بتصنيفه كأحد المعادن الأميركية الحيوية، إلى جانب قيود المعروض، وانخفاض المخزونات، وارتفاع الطلب الصناعي والاستثماري.

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع، مما شكل ضغطًا على المعادن المسعّرة بالعملة الأمريكية، حيث قال جيغار تريفيدي، كبير محللي الأبحاث في شركة Reliance Securities في مومباي: “ارتفع الدولار قليلاً، وهو ما يعمل ضد المعادن الثمينة، كما أن كونه اليوم الأخير من العام يدفع بعض المستثمرين إلى جني الأرباح”

وعلى صعيد المعادن الثمينة الأخرى، انخفض البلاتين في المعاملات الفورية بنسبة 10% إلى 1,979.14 دولارًا للأوقية، بعدما كان قد صعد إلى أعلى مستوى في تاريخه عند 2,478.50 دولار يوم الاثنين، لكنه لا يزال مرتفعًا بأكثر من 110% خلال العام، محققًا أقوى مكسب سنوي له على الإطلاق.

تراجع البلاديوم بنسبة 3.9% إلى 1,547.81 دولارًا للأوقية، لكنه يتجه لإنهاء العام على ارتفاع يتجاوز 60%، مسجلًا أفضل أداء سنوي له منذ 15 عامًا.