انخفضت أسعار النفط بشكل ملحوظ في عام 2025، حيث تجاوزت نسبة الانخفاض 10%، ويتجه خام برنت نحو تسجيل أطول سلسلة خسائر سنوية في تاريخه، وذلك بسبب زيادة المعروض مقارنة بالطلب في وقت شهد صراعات وحروب، بالإضافة إلى ارتفاع الرسوم الجمركية وزيادة إنتاج تحالف أوبك+، فضلاً عن العقوبات المفروضة على دول مثل روسيا وإيران وفنزويلا.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 18%، وهو أكبر انخفاض سنوي منذ عام 2020، مما يجعلها في طريقها لتسجيل خسائر للعام الثالث على التوالي، حيث انخفض سعر عقد مارس الذي ينتهي اليوم إلى 61.44 دولاراً للبرميل.
كما شهد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي هبوطاً بنسبة 0.1% ليصل إلى 58.04 دولاراً للبرميل، وهو يتجه أيضاً لتسجيل انخفاض سنوي بنسبة 15%.
بدأت أسواق النفط عام 2025 بقوة بعد فرض الرئيس الأمريكي السابق بايدن عقوبات صارمة على روسيا، مما أثر على الإمدادات المتجهة إلى الصين والهند، وهما من أكبر المشترين، وتزايدت التوترات مع تصاعد الحرب في أوكرانيا، حيث ألحق الهجوم بطائرات مسيّرة أضراراً بالبنية التحتية للطاقة في روسيا، كما أن الصراع بين إيران وإسرائيل في يونيو هدد حركة الشحن عبر مضيق هرمز مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
على الرغم من ذلك، عادت الأسعار للتراجع بعد أن زاد تحالف أوبك+ من إنتاجه، وسط مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود، وقرر التحالف تعليق زيادة الإنتاج خلال الربع الأول من عام 2026 بعد ضخ حوالي 2.9 مليون برميل يومياً منذ أبريل، ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل لأوبك+ في الرابع من يناير.
يتوقع معظم المحللين أن يتجاوز المعروض الطلب في العام المقبل، بفارق يصل إلى 3.84 ملايين برميل يومياً وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، أو نحو مليوني برميل يومياً بحسب تقديرات جولدمان ساكس، حيث أشار المحلل مارتاين راتس من مورجان ستانلي إلى أن انخفاض الأسعار بشكل حاد قد يدفع أوبك+ إلى تنفيذ تخفيضات، ولكن قد يتطلب الأمر أن تنخفض الأسعار إلى ما دون 50 دولاراً لتحقيق ذلك، وإذا استقرت الأسعار عند المستويات الحالية، فمن المحتمل أن يستمر التحالف في إلغاء التخفيضات.

