شهدت أسواق المعادن النفيسة في عام 2025 فترة مليئة بالتقلبات، حيث حقق الذهب والفضة أسعارًا لم يسبق لها مثيل، وهذا جاء نتيجة لمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي غيرت خريطة الاستثمارات العالمية.

الذهب.. ملاذ آمن يتصدر المشهد
أنهى الذهب عام 2025 بمكاسب قوية، حيث تجاوز سعر الأوقية حاجز 4500 دولار عدة مرات، واستقر في نهاية ديسمبر بالقرب من 4350 إلى 4380 دولار للأوقية، هذا الأداء المميز جاء نتيجة لزيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن بسبب استمرار التوترات الجيوسياسية حول العالم، تباطؤ النمو الاقتصادي في عدد من الدول الكبرى، تراجع قوة الدولار الأمريكي، وتوقعات بتيسير السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية، كما كان لمشتريات البنوك المركزية دور كبير في دعم الأسعار، حيث استمرت في تعزيز احتياطياتها من الذهب بشكل غير مسبوق

الذهب والفضة

الفضة.. نجم التقلبات في 2025
أما الفضة، فقد شهدت عامًا مليئًا بالتقلبات السعرية، حيث قفزت الأوقية إلى مستويات تاريخية تجاوزت 80 دولارًا في بعض الفترات، قبل أن تتعرض لموجات تصحيح سريعة، وجاءت تحركات الفضة مدفوعة بالطلب الصناعي القوي، خصوصًا من قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى المضاربات النشطة في أسواق المعادن

تقلبات حادة ونظرة حذرة للمستقبل
رغم التراجعات المؤقتة التي شهدتها الأسواق في الربع الأخير من العام، إلا أن الذهب والفضة احتفظا بجزء كبير من مكاسبهما، مما يعكس مكانتهما كأدوات تحوط رئيسية في أوقات عدم اليقين، المستثمرون يتطلعون إلى عام 2026 بحذر، مع تساؤلات حول مسار أسعار الفائدة العالمية، اتجاهات التضخم، واستمرار الاضطرابات السياسية والاقتصادية، وهذه العوامل قد تبقي المعادن النفيسة في دائرة الضوء خلال الفترة المقبلة