ارتفعت أسعار الذهب اليوم في الأسواق المحلية والعالمية بعد موجة هبوط حادة، حيث زادت بمقدار 80 جنيهًا للجرام، وفقًا لتقرير منصة “آي صاغة”، وقد جاءت هذه الزيادة وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 2026، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق حول العالم.
سعر جرام الذهب عيار 21 وصل إلى 5940 جنيهًا، بينما سجل الجرام عيار 24 نحو 6789 جنيهًا، وعيار 18 نحو 5091 جنيهًا، وسعر الجنيه الذهب بلغ 47520 جنيهًا، أما بالنسبة للأسعار العالمية فقد ارتفعت الأوقية بنحو 51 دولارًا لتصل إلى 4385 دولارًا.
هذا الانتعاش جاء بعد انخفاض كبير بنسبة 4.5% للذهب يوم الاثنين، وهو أكبر هبوط يومي منذ أكتوبر الماضي، مما دفع المستثمرين إلى إعادة التوازن في محافظهم الاستثمارية.
الفضة أيضًا شهدت ارتفاعًا قويًا في بداية تداولات الثلاثاء في الولايات المتحدة، بعد خسائر كبيرة يوم الاثنين، مما يشير إلى انتعاش المعادن النفيسة بعد موجة من البيع المكثف وجني الأرباح.
زيادة متطلبات الهامش لعقود الذهب والفضة الآجلة من قبل بورصة شيكاغو التجارية كانت السبب الرئيسي في عمليات البيع المكثفة يوم الاثنين، حيث أجبرت المتداولين على ضخ سيولة إضافية لتغطية التزاماتهم عند استلام العقود.
يعتبر إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن انخفاض أسعار الذهب يمثل فرصة جيدة للشراء، حيث يمكن أن تكون أوقات الخوف هي الأفضل لتحقيق أرباح مستقبلية، والأسعار الحالية تعتبر فرصة حقيقية للشراء بسبب تزايد التوقعات باستمرار موجة الصعود بفعل مشتريات البنوك المركزية وسياسة التيسير النقدي التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي.
رغم ذلك، يعتقد الخبراء أن أي انخفاض إضافي قد يكون محدودًا، خاصة في ظل توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في 2026، مما سيقلل تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب، وهو معدن لا يحقق عوائد نقدية مباشرة.
استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي والتوترات الجيوسياسية تدعم الأصول التقليدية مثل الذهب والفضة، ومن المتوقع أن تبقى أحجام التداول منخفضة قبيل عطلة رأس السنة الجديدة، حيث يترقب المستثمرون صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اليوم.
في سياق التوترات الجيوسياسية، أفادت رويترز بأن روسيا اتهمت أوكرانيا بشن هجوم بطائرة مسيرة على مقر الرئاسة الروسية، فيما نفت أوكرانيا هذه المزاعم واعتبرتها ذريعة لمزيد من الضربات على كييف.
وفي منطقة آسيا–المحيط الهادئ، تصاعدت التوترات بين الصين وتايوان، حيث أطلقت الصين عشرات الصواريخ في المياه القريبة من تايوان، وأجرت تدريبات عسكرية تحاكي حصارًا لأحد أكثر الممرات الملاحية ازدحامًا في العالم، بينما دعا وزير الخارجية الصيني إلى نموذج جديد للتفاعل الإيجابي مع الولايات المتحدة، مع التأكيد على عدم التنازل عن مصالح الصين الأساسية.
في الأسواق الخارجية، شهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا، كما ارتفعت أسعار النفط الخام إلى حوالي 58.50 دولارًا للبرميل، وبلغ عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات 4.12%.
تشير بيانات أسعار الفائدة المستقبلية إلى احتمال بنسبة 16.1% أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب في يناير المقبل، مما يعزز جاذبية الذهب والفضة كأصول آمنة.
في مصر، تحركات الأسعار العالمية انعكست بشكل مباشر على السوق المحلي، حيث ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ، ويظل المستثمرون حذرين قبيل عطلة رأس السنة مع متابعة دقيقة للأحداث الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار المعادن النفيسة.

