شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في عام 2025، حيث زادت بنسبة تصل إلى 66% وحققت مستوى تاريخي بتجاوز 4000 دولار للأونصة في أكتوبر، ويعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل منها المخاوف التجارية، وتراجع الطلب على الدولار الأميركي، وزيادة شراء البنوك المركزية للذهب.

بعد هذا الارتفاع الكبير، يتساءل الكثيرون عن توقعات أسعار الذهب في عام 2026 وما بعده.

عوامل ارتفاع أسعار الذهب في 2025:

سعر الذهب الفوري حالياً حوالي 4378.00 دولار للأونصة، مما يجعله ثاني أفضل عام له بعد 1979 الذي شهد زيادة قدرها 126%، وقد ساهمت في هذا الارتفاع عوامل أساسية قوية مثل المخاوف السياسية والتوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى القلق بشأن الدولار الأميركي كعملة احتياطية عالمية، والحاجة إلى التحوط من التضخم، وكلها عوامل ساهمت في تدهور قيمة العملات الورقية.

كما أن المخاطر المتزايدة التي تواجه الدولار الأميركي وسندات الخزانة أدت إلى تغيير العلاقة التقليدية للذهب مع العوامل الأساسية، مما دفع البنوك المركزية إلى زيادة احتياطياتها من الذهب في السنوات الأخيرة كجزء من جهودها لتنويع احتياطياتها من العملات الأجنبية.

 

عوامل تدعم ارتفاع أسعار الذهب والمعادن النفيسة في 2026

رغم خفض معدلات الفائدة الأميركية، إلا أن عوائد السندات طويلة الأجل تشهد ارتفاعاً عالمياً بسبب المخاوف المالية وتوقعات التضخم، مما يقلل من القوة الشرائية للعملات، وهذا قد يدفع الفدرالي الأميركي إلى استخدام سياسات مثل التحكم في منحنى العائد للتخفيف من المخاطر الاقتصادية، مما سيكون له تأثير إيجابي على أسعار الذهب والفضة.

من المتوقع أن يقوم الفدرالي بخفض معدلات الفائدة مرتين خلال عام 2026، استجابةً لضعف سوق العمل الأميركي، ولكن من غير المرجح أن تتجاوز هذه الخفضات، حيث أبدى رئيس الفدرالي قلقه من أن بيانات الوظائف قد تكون مبالغ فيها.

تتسبب الحروب التجارية في هشاشة المشهد الجيوسياسي، مما يدفع الدول إلى إعادة التفكير في العولمة، وهذا الصراع بين الولايات المتحدة والصين على الهيمنة العالمية قد يستمر في دعم أسعار المعادن الثمينة.

أيضاً، المخاطر الجيوسياسية المتزايدة بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا والأوضاع المتقلبة في الشرق الأوسط ستبقي علاوات المخاطر مرتفعة في أسعار الذهب.

تتزايد الضغوط السياسية على الاحتياطي الفدرالي، ومع دخول شخصيات جديدة قد تؤثر على استقلالية البنك المركزي، تتزايد التساؤلات حول قدرته على مواجهة التضخم.

مؤشر الدولار الأميركي شهد تراجعاً، ويواجه مخاطر إضافية بسبب العجز الكبير في الولايات المتحدة، مما قد يؤثر سلباً على قيمة الدولار.

 

صناديق الاستثمار في الذهب

تساهم التقييمات المرتفعة لأسواق الأسهم والمخاوف المتعلقة بالعوائد في تعزيز جاذبية الذهب، حيث بلغت حيازات صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب نحو 98.41 مليون أونصة، بزيادة ملحوظة منذ بداية العام، وهذه التدفقات تعد الأقوى منذ عام 2009.

أما احتياطيات البنوك المركزية من الذهب فتبلغ حوالي 28%، مما يجعلها في المرتبة الثانية بعد الدولار الأميركي، وقد تجاوزت حصة الذهب في الاحتياطيات حصة سندات الخزانة الأميركية للمرة الأولى منذ عام 1996.

حصة الذهب في احتياطيات النقد الأجنبي العالمية زادت بشكل ملحوظ منذ أزمة 2007-2008، مما يشير إلى إمكانية مزيد من عمليات الشراء من قبل القطاع الرسمي.

 

توقعات سعر الذهب 2026

يتوقع بنك جيه بي مورغان أن تصل أسعار الذهب إلى 5000 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2026، بينما يتوقع غولدمان ساكس ارتفاع الأسعار إلى 4900 دولار للأونصة في نفس الفترة، كما يتوقع محللو بنك يو بي إس أن تصل الأسعار إلى 5000 دولار بحلول سبتمبر 2026، مع إمكانية ارتفاعها إلى 5400 دولار في حال حدوث اضطرابات سياسية أو اقتصادية.