محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي نُشر يوم الثلاثاء يكشف عن بعض الانقسامات بين المسؤولين حول قرار خفض سعر الفائدة الرئيسي، حيث أيد البعض الإبقاء عليه دون تغيير، مما يعكس حالة من عدم اليقين داخل البنك المركزي الأمريكي.
في الاجتماع الذي عُقد يومي 9 و10 ديسمبر، قرر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة، ليصل إلى حوالي 3.6%، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات. لكن القرار جاء بتصويت 9 مقابل 3، وهذا يعتبر مستوى غير معتاد من المعارضة للجنة التي عادة ما تتخذ قراراتها بالتوافق. اثنان من المسؤولين أيدوا الإبقاء على السعر كما هو، بينما أحدهم فضل خفضًا أكبر بمقدار نصف نقطة.
المحضر أظهر انقسامًا واضحًا بين أعضاء لجنة السياسة النقدية حول التهديد الأكبر للاقتصاد، هل هو ضعف التوظيف أم التضخم المرتفع. في حالة اعتقادهم بأن سوق العمل هو التهديد الرئيسي، فإن الاحتياطي الفيدرالي يميل عادةً إلى خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، بينما إذا كان التضخم هو المشكلة الكبرى، سيبقى السعر مرتفعًا أو يزيده.
يجب الإشارة إلى أن 12 فقط من أصل 19 عضوًا يشاركون في التصويت على قرارات تحديد الأسعار، رغم أن جميع الأعضاء يشاركون في المناقشات. بعض الأعضاء الذين أيدوا خفض سعر الفائدة فعلوا ذلك بحذر، مشيرين إلى ضرورة انتظار المزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ خطوات إضافية.
تأثرت البيانات الاقتصادية الرئيسية بسبب إغلاق الحكومة لمدة ستة أسابيع، مما جعل المسؤولين يعتمدون على معلومات قديمة خلال الاجتماع. المحضر لم يذكر أسماء جميع المسؤولين، لكن طريقة التصويت كانت واضحة، حيث عارض اثنان من صناع السياسة النقدية الإبقاء على أسعار الفائدة كما هي، وهما جيفري شميد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، وأوستن غولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو. أما المعارضة الثالثة فكانت من ستيفن ميران، محافظ الاحتياطي الفيدرالي الذي أيد خفضًا بمقدار نصف نقطة.
عندما يقرر الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة، قد يؤدي ذلك مع الوقت إلى تخفيض تكاليف الاقتراض للمنازل والسيارات وبطاقات الائتمان، مع الأخذ في الاعتبار أن قوى السوق تلعب دورًا أيضًا في تحديد هذه الأسعار. في الاجتماع، تم إصدار توقعات اقتصادية فصلية، حيث أظهر الانقسام بين أعضاء اللجنة، فقد توقع سبعة مسؤولين عدم إجراء أي خفض خلال 2026، بينما توقع ثمانية خفضين أو أكثر، وأيد أربعة خفضًا واحدًا فقط.
هناك قلق من أن ضعف سوق العمل قد يدفع البنك المركزي إلى خفض تكاليف الاقتراض بشكل أسرع، حيث أفادت الحكومة قبل أسبوعين أن أصحاب العمل خفضوا نحو 40 ألف وظيفة في شهري أكتوبر ونوفمبر، وارتفع معدل البطالة إلى 4.6%، وهو الأعلى منذ أربع سنوات. ورغم ذلك، لا يزال التضخم أعلى من الهدف المحدد عند 2%، مما يزيد من تعقيد خطوات البنك المقبلة. في نوفمبر، انخفض التضخم السنوي إلى 2.7% بعد أن كان 3% في سبتمبر، لكن الاقتصاديين أشاروا إلى أن هذه البيانات قد تأثرت بإغلاق الحكومة، مما جعلهم يعتمدون على تقديرات بدلاً من قياسات مباشرة.
جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، أشار بعد اجتماع 10 ديسمبر إلى أن البنك قرر خفض أسعار الفائدة بسبب مخاوف من أن سوق العمل أضعف مما يبدو، حيث أظهرت البيانات الحكومية إضافة نحو 40 ألف وظيفة شهريًا بين أبريل وسبتمبر، لكنه ذكر أن هذا الرقم قد يُراجع بالخفض ليصل إلى 60 ألفًا، مما يعني أن السوق فقد فعليًا نحو 20 ألف وظيفة شهريًا. باول أكد أن هناك مخاطر كبيرة في سوق العمل، وهو ما يهم الناس، لأن هذه وظائفهم.

