شهدت أسعار الفضة اليوم الثلاثاء زيادة بسيطة في الأسواق المحلية والعالمية، وذلك بحسب تقرير مركز «الملاذ الآمن»، حيث لا تزال تأثيرات رفع هوامش الربح في بورصة شيكاغو التجارية تلعب دورًا في ذلك خلال فترة تشهد انخفاضًا في السيولة وتعديلات في المراكز.

وفقًا للتقرير، وصل سعر جرام الفضة عيار 800 إلى نحو 100 جنيه، بينما سجل عيار 925 حوالي 116 جنيهًا، وعيار 999 قرابة 125 جنيهًا، واستقر سعر جنيه الفضة عند 928 جنيهًا، وفي الأسواق العالمية، ارتفعت الأوقية من 75 دولارًا إلى 76.31 دولارًا.

أشار التقرير أيضًا إلى أن أسعار الفضة شهدت ارتفاعًا كبيرًا خلال عام 2025 بنسبة 164%، وهو ما كان مدعومًا بعوامل أساسية قوية، ويتوقع المحللون استمرار هذا الارتفاع خلال موسم الأعياد بنسبة تصل إلى 7% قبل وبعد رأس السنة الميلادية 2026.

تعتبر فترة نهاية العام مليئة بالتقلبات بسبب انخفاض السيولة وتعديل المراكز، حيث شهدت أسعار الفضة تراجعًا ملحوظًا يوم الاثنين بعد زيادة هوامش الربح الأولية لعقود الفضة بمقدار 3000 دولار للأوقية، تلاها زيادة إضافية بنسبة 10% في 12 ديسمبر، مما أدى لارتفاع العقود الآجلة للفضة بنحو 7% في صباح الثلاثاء، حيث استمرت التقلبات التي ميزت أسعار المعادن النفيسة طوال العام، وقد سجلت الأوقية مستوى قياسيًا جديدًا عند 84 دولارًا في تعاملات يوم الاثنين، قبل أن تتراجع بنسبة 8.7%.

تأثرت الفضة والذهب بتصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث اعتبرهما الكثيرون أدوات للتحوط ضد التضخم، كما ساعد ضعف الدولار الأمريكي على زيادة جاذبية المعادن للمشترين الأجانب، إضافة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة والمخاوف بشأن قيود العرض التي رفعت الأسعار، حيث حذر إيلون ماسك من القيود الصينية على تصدير الفضة، مشيرًا إلى أهمية الفضة في العديد من العمليات الصناعية مثل الإلكترونيات والطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية.

أعلنت وزارة التجارة الصينية عن قائمة رسمية للشركات المسموح لها بتصدير الفضة خلال عامي 2026 و2027، والتي تضم 44 شركة فقط، مما يشير إلى استراتيجية لتعزيز السيطرة على الموارد الصناعية، ورغم زيادة عدد الشركات، فإن القيود على تراخيص التصدير وشروط التأهيل تركز تدفقات الفضة في أيدي الشركات الكبرى، مما يحد من قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على المشاركة في الأسواق الدولية، ومن المتوقع أن يؤدي هذا النظام إلى اختناق المعروض العالمي وزيادة الأسعار.

استجابت الأسواق العالمية بسرعة لهذه الإجراءات، حيث اقتربت أوقية الفضة من حاجز 84 دولارًا، مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة في ظل توترات جيوسياسية في مناطق مثل نيجيريا وفنزويلا، ويتوقع مراقبو السوق أن تظل الأسعار تحت ضغط تصاعدي خلال 2026، وقد تدفع الفضة لتجاوز حاجز 100 دولار للأوقية، مما يعكس رسالة واضحة من بكين لتأمين مواردها الاستراتيجية في ظل صراع عالمي على المواد الخام الحيوية لتقنيات المستقبل.