يبني المخرج محمود كامل مسيرته بشكل هادئ، بعيداً عن الأضواء، معتمداً على حسه الدرامي وارتباطه الحقيقي بالشخصيات بدلاً من الاستعراض البصري فقط، ومنذ بداياته، كان واضحاً انحيازه للأعمال التي تستند إلى الإنسان وتستكشف العلاقات المعقدة، مما جعله جزءاً من تجارب درامية تركز على الأداء والصدق قبل أي شيء آخر، وفي أحدث أعماله، يدخل محمود كامل تحدياً جديداً مع مسلسل “أولاد الراعي”، الذي سيشارك به في السباق الرمضاني المقبل.
هذا المسلسل ينتمي إلى الدراما الاجتماعية، ويعتمد على شبكة من العلاقات المتشابكة بين الشخصيات، في إطار إنساني مليء بالصراعات، وفي حديثه مع “العربية.نت” و”الحدث.نت”، تناول كامل تفاصيل العمل، وأسباب اختياره له، وكواليس فريق العمل، وتمنياته للمسلسل.
قال محمود كامل إن اختياره لمسلسل “أولاد الراعي” جاء من إيمانه بقصته وشخصياته، مشيراً إلى أن المسلسل يقدم علاقات معقدة ومواقف درامية تتطلب معالجة خاصة، وهو ما جذب انتباهه منذ البداية.
بوستر أولاد الراعي
أضاف المخرج أن طموحه هو تقديم المسلسل للجمهور بطريقة تفوق التوقعات، مؤكداً أن فريق العمل بذل جهوداً كبيرة في التحضير والتنفيذ لتقديم عمل متماسك وقادر على ترك أثر لدى المشاهد، ولفت إلى أن الرهان الحقيقي ليس فقط على نسب المشاهدة، بل على رد الفعل والارتباط بالشخصيات، وأكد أن العمل لا يعتمد على بطل واحد، بل يشمل مجموعة من الشخصيات التي تتقاطع مصائرها داخل الأحداث، مما يثري العمل ويخلق تفاعلاً أكبر بين الممثلين، مشيراً إلى أن المشاركين في العمل هم أسماء بارزة مثل ماجد المصري وفادية عبدالغني ومحمد عز وغيرهم.
المخرج محمود كامل
وأشار محمود كامل إلى أن المسلسل يعتمد على مشاهد مواجهة قوية بين الشخصيات، تقوم على الصراع النفسي وتبادل التأثير الدرامي، مما يمنح الأحداث كثافة خاصة ويظهر تطور الشخصيات عبر الحلقات، ويتضمن المسلسل كل أنواع التمثيل: دراما، ورومانسية، وأكشن
أكد كامل أن هذه المواجهات تمثل عنصراً أساسياً في بناء العمل، وتعكس طبيعة العلاقات المتشابكة التي يطرحها المسلسل، وفي حديثه عن رؤيته الإخراجية، شدد على أن الصدق هو العنصر الأهم في أي عمل درامي، حيث يسعى دائماً لتقديم شخصيات تشبه الناس، بأخطائهم وتناقضاتهم، بعيداً عن النمطية أو المبالغة.
وأوضح أن مسلسل “أولاد الراعي” يقدم نماذج إنسانية قريبة من الواقع، مما يتطلب معالجة هادئة وغير مباشرة، وأعرب كامل عن أمله في أن يلمس الجمهور الجهد المبذول في العمل، وأن يجد نفسه داخل تفاصيله وشخصياته ويتفاعل معه.