في نوفمبر 1960، كانت السيدة أم كلثوم مشغولة بالتخطيط لبروفات أغنيتها الجديدة، فأعطت تعليمات لفريقها في الزمالك بأن يستعدوا لوصول الفرقة. في اليوم التالي، كان الأعضاء يجلسون في الحديقة ينتظرون الملحن بليغ حمدي، الذي تأخر كما هو معتاد، مما جعلهم يتساءلون عن سبب تأخره.

عندما وصل بليغ بعد فترة، سأله أحد الأعضاء عن سبب تأخره، فرد بأنه ضاع في شوارع الزمالك، مما جعل أم كلثوم تعبر عن استيائها بحدة، وطلبت منه أن يتوقف عن “الدلع” ويركز في عمله. بليغ حاول الدفاع عن نفسه، لكن أم كلثوم كانت حاسمة في طلبها بأن يبدأوا العمل فور وصوله.

بعد انتهاء البروفة، أخبرت أم كلثوم بليغ أنه يجب عليه الذهاب لمعرض بيع السيارات واستلام سيارة تعجبه. عندما ذهب بليغ إلى المعرض، كان المدير في انتظاره، وشرح له أن التعليمات من أم كلثوم هي أن يستلم السيارة فورًا. بعد تفقده للسيارات، اختار واحدة، رغم أن المدير نصحه باختيار سيارة أكبر.

عندما عاد بليغ إلى حديقة الفيلا، كان أعضاء الفرقة ينتظرونه، وأم كلثوم طلبت منه أن يصعد إليها. وعندما أخبرها بأنه استلم السيارة، أرادت أن ترى السيارة بنفسها. لكنه لم يكن يحمل المفتاح في جيبه، مما جعلها تتساءل عن اختياره للسيارة الصغيرة بدلاً من الكبيرة. ومع ذلك، أبدى بليغ خجلاً وعبّر عن امتنانه لها، ثم بدأوا البروفات.

كانت تلك البروفات لأغنية جديدة، التي لم تكن معروفة بعد باسمها، لكن كان واضحًا أنها ستكون مميزة، كما هي عادة أغاني أم كلثوم.