في السادسة من مساء اليوم، ستقام مراسم العزاء للمخرج الراحل داوود عبد السيد في كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، تحديدًا في قاعة يوسف النجار، وقد توفي عبد السيد قبل أيام بعد صراع طويل مع المرض، وهو يعد من أبرز المخرجين في السينما العربية، حيث عُرف برؤيته الفلسفية والواقعية التي ميزت أعماله.

وُلد داوود عبد السيد في القاهرة عام 1946، وكان رائدًا لتيار “الواقعية الجديدة” في الثمانينيات والتسعينيات، بدأ مسيرته كمساعد مخرج مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين، لكنه سرعان ما أسس لنفسه أسلوبًا سينمائيًا خاصًا يمزج بين الواقع والرمزية.

أبرز المحطات الفنية

خلف الراحل مكتبة سينمائية غنية، ورغم قلة عدد أفلامه مقارنة بجيله، إلا أن كل عمل له يعتبر علامة مميزة في تاريخ السينما، ومن بين أعماله المهمة فيلم “الكيت كات” الذي صنف ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، كما قدم فيلم “أرض الخوف” الذي عرض رؤية جديدة لعالم الجريمة والمجتمع، وأيضًا أفلام “سارق الفرح” و”مواطن ومخبر وحرامي” التي تناولت قضايا الطبقات المهمشة والتحولات الاجتماعية، وفيلم “رسائل البحر” الذي كان بمثابة قصيدة بصرية حول الذات والذاكرة.

الجوائز والاعتزال

حصل عبد السيد على العديد من الجوائز من مهرجانات محلية ودولية، منها جائزة الدولة التقديرية في الفنون، وفي السنوات الأخيرة، أعلن اعتزاله الإخراج معبرًا عن عدم قدرته على التكيف مع متطلبات السوق السينمائي الحالية التي لا تتناسب مع رؤيته الفنية.