نعى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المخرج الكبير داود عبد السيد، الذي يعتبر واحدًا من أبرز صناع السينما في مصر والعالم العربي، رحيله جاء بعد مسيرة فنية غنية تركت آثارًا واضحة في عالم السينما، حيث قدم العديد من الأعمال التي شكلت وجدان أجيال من محبي الفن السابع، مثل “الكيت كات” و”سارق الفرح” و”أرض الخوف” و”رسائل البحر”، وكلها تمثل علامات فارقة في تاريخ السينما.

عبر الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن حزنه لفقدان داود عبد السيد، مؤكدًا أنه كان أحد أهم المبدعين في السينما المصرية، وأنه كان يتمتع برؤية فلسفية وإنسانية فريدة، وترك وراءه أعمالًا ستظل مرجعًا للجمال والوعي والمعنى، وأشار إلى أن داود ساهم في تعزيز مفهوم السينما كفن يتناول التأمل والبحث في الإنسان والمجتمع، مؤكدًا أن إرثه سيظل يحتفى به وسيتعلم منه الكثيرون.

المخرج الراحل داود عبد السيد وُلد في القاهرة عام 1946، وكان رائدًا في تيار “الواقعية الجديدة” خلال الثمانينيات والتسعينيات، بدأ حياته المهنية كمساعد مخرج مع عمالقة مثل يوسف شاهين، لكنه سرعان ما ابتكر أسلوبه الخاص الذي يمزج بين الواقع والرمزية، على الرغم من قلة عدد أفلامه مقارنة بجيله، إلا أن كل فيلم منها يُعتبر تحفة فنية، ومن أشهر أعماله “الكيت كات” الذي يعتبر من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، و”أرض الخوف” الذي قدم فيه رؤية جديدة لعالم الجريمة والمجتمع، وأيضًا “سارق الفرح” و”مواطن ومخبر وحرامي” التي تناولت قضايا الطبقات المهمشة، و”رسائل البحر” الذي يعد قصيدة بصرية عن الذات والذاكرة.

خلال مسيرته، حصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية، بما في ذلك جائزة الدولة التقديرية في الفنون، وفي سنواته الأخيرة أعلن اعتزاله الإخراج، معبرًا عن صعوبة مواكبة التغيرات في السوق السينمائي التي لا تتناسب مع رؤيته الفنية.