أعلن باحثان أمريكيان أن روسيا بدأت بنشر صواريخ باليستية فرط صوتية نووية في قاعدة جوية بشرق بيلاروس، وهذا يعزز من قدرة موسكو على استهداف أوروبا بشكل أكبر. جاء هذا الإعلان بعد توقيع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على اتفاق أمني مشترك، حيث تم الإعلان عن نشر صواريخ “أوريشنيك” التي يصل مداها إلى 5500 كيلومتر، وتعتبر بيلاروس هذا الإجراء ردًا على ما تصفه بـ “الأعمال العدوانية” من الغرب.
وفقًا للمعلومات التي حصل عليها الباحثان، والتي استندت إلى صور للأقمار الاصطناعية، يبدو أن روسيا تعمل على نشر هذه الصواريخ الجديدة في قاعدة جوية سابقة ببيلاروس، مما يعزز من قدرتها على إطلاق صواريخ عبر القارة الأوروبية. وأفاد مصدر مطلع بأن تقييم الباحثين يتماشى مع ما توصلت إليه الاستخبارات الأمريكية.
بوتين كان قد أعلن سابقًا عن خططه لنشر صواريخ “أوريشنيك” متوسطة المدى في بيلاروس، ولكنه لم يحدد موقعها بدقة قبل الآن. الخبراء يرون أن هذا النشر يعكس اعتماد روسيا المتزايد على التهديد باستخدام الأسلحة النووية لردع حلف الناتو عن دعم أوكرانيا بأسلحة قادرة على استهداف العمق الروسي.
حتى الآن، لم ترد السفارة الروسية في واشنطن على طلب التعليق من وكالة “رويترز”، كما لم يكن هناك أي تعليق من السفارة البيلاروسية. وفي هذا السياق، نقلت وكالة أنباء “بيلتا” عن وزير الدفاع البيلاروسي، فيكتور خرنين، قوله إن نشر هذه الصواريخ لن يغير ميزان القوى في أوروبا، بل هو مجرد رد على ما يعتبرونه أعمالاً عدوانية من الغرب. البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لم يقدما أي تعليقات في هذا الشأن أيضًا.
في بداية ديسمبر، وقع بوتين ولوكاشينكو على اتفاق أمني تحت اسم “اتفاق الضمانات الأمنية”، حيث أعلن بوتين عن نشر صواريخ “أوريشنيك” في بيلاروس العام المقبل. وأكد بوتين أن جميع القوات والوسائل ستكون متاحة لتحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية الموجودة في بيلاروس، مشددًا على أن شروط استخدام هذه الأسلحة موضحة في العقيدة النووية الروسية.
أيضًا، أشار بوتين إلى أن الاتفاقية ستضمن حماية أمن روسيا وبيلاروس، مما يسهم في تحقيق التنمية السلمية والمستدامة للدولتين. في سياق متصل، أطلقت روسيا أول صاروخ من طراز “أوريشنيك” على مدينة دنيبرو الأوكرانية في 21 نوفمبر الماضي، معتبرة ذلك ردًا على استخدام أوكرانيا لصواريخ أمريكية وبريطانية ضد أهداف داخل روسيا.

