تستضيف باريس النسخة الأولى من جائزة بطرس بطرس غالي الدولية، وهو حدث مهم يعيد إحياء إرث أحد أبرز شخصيات الدبلوماسية العالمية، ويتزامن مع احتفال الأمم المتحدة بمرور 80 عامًا على تأسيسها. الجائزة جاءت بمبادرة من الجمعية المصرية للحقوقيين الفرنكوفونيين، بالتعاون مع أكاديمية العلوم فيما وراء البحار، تكريمًا للأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي، الذي أمضى حياته في الدفاع عن السلام وتعزيز الحوار بين الثقافات.

الجائزة تستلهم روحها من “الأجندات الثلاث” التي وضعها بطرس غالي أثناء فترة عمله في الأمم المتحدة، وهي: أجندة من أجل السلام، أجندة من أجل التنمية، وأجندة من أجل الديمقراطية. تُمنح الجائزة سنويًا لأفضل المبادرات التي تساهم في تعزيز الدبلوماسية والتنمية والسلام، مع تركيز خاص على جهود دول الجنوب.

تتميز الجائزة بنظام مؤسسي قوي، يشمل لجنة رعاية تضم شخصيات دولية بارزة عايشت بطرس غالي، ولجنة تحكيم علمية دولية تتكون من خبراء مستقلين من مختلف أنحاء العالم، مما يضمن نزاهة وحيادية الاختيارات.

تحظى الجائزة بدعم ثمانية شركاء دوليين من مؤسسات أكاديمية وثقافية مرموقة، مثل أكاديمية القانون الدولي في لاهاي وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى. كما ساهم السفير السابق لويس دومينيشي في دعم الجائزة بتبرع مالي كبير، مما يعكس الالتزام الدولي بمشروع الجائزة.

جامعة سنغور في الإسكندرية قدمت دعمًا علميًا ولوجستيًا مهمًا، ونظمت مائدة مستديرة حول إرث بطرس غالي، بينما تساهم الجامعة الفرنسية في مصر في إدارة الجائزة من خلال نائب رئيسها الذي يشغل منصب الأمين العام للجائزة.

تعتبر هذه الجائزة إضافة مهمة للمشهد الدولي، وتؤكد على الدور التاريخي للدبلوماسي المصري الراحل بطرس غالي، الذي ظل رمزًا للسلام والحكمة، كما تعكس المبادرة التزام المؤسسات بإحياء إرثه وتعزيز قيم الحوار والتنمية المستدامة.