جرائم الخطف الجماعي في نيجيريا تصدرت الأخبار في الأسابيع الأخيرة، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإبداء قلقه وتهديده بالتدخل العسكري لحماية ما اعتبره حقوق المسيحيين في البلاد، وفي ظل تصاعد الهجمات المسلحة على المدارس والقرى في الشمال، أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا.

في حادثة مؤلمة قبل شهر، هاجمت عصابة مسلحة مدرسة سانت ماري الكاثوليكية في قرية بابيري، حيث تم خطف 303 تلميذًا و12 معلمًا، مما دفع الحكومة لإغلاق 41 مدرسة في المناطق الشمالية خشية من تكرار هذه الهجمات، وفي 8 ديسمبر، أعلنت الحكومة الإفراج عن أكثر من 100 طفل، ولكن لم تكشف عن تفاصيل العملية التي تمت، سواء كانت عبر مفاوضات أو تدخل أمني.

الأطفال الذين تم تحريرهم خضعوا لفحوصات طبية قبل تسليمهم لذويهم، لكن لا يزال هناك ما بين 115 إلى 153 مختطفًا مفقودين، والاختلاف في الأرقام بين الحكومة والجمعيات المسيحية يثير القلق.

الجماعات المسيحية في نيجيريا، التي تمثل ما بين 40% إلى 48% من السكان، اعتبرت ما يحدث هجومًا مروعًا، لكنها نفت أن يكون له بعد طائفي، مؤكدة أن العصابات تستهدف الفدية والابتزاز فقط، وفي حادث آخر، اختطف مسلحون 25 طالبة من مدرسة داخلية للبنات في ولاية كيبي، مما أسفر عن مقتل نائب مدير المدرسة خلال الهجوم.

ترامب لم يتجاهل هذه التطورات، حيث أعرب عن غضبه من ما وصفه بالمذابح الجماعية للمسيحيين في نيجيريا، وهدد بالتدخل العسكري، كما صنف نيجيريا كدولة “مقلقة بشكل خاص” بسبب انتهاكات الحرية الدينية، مما أدى لفرض قيود على تأشيرات شخصيات نيجيرية متهمة بأعمال عنف ديني، وهذا أثار توترًا دبلوماسيًا بين واشنطن وأبوجا.

الحكومة النيجيرية حاولت التعامل مع الضغوط الأمريكية بحذر، حيث قال مستشار الرئيس بولا تينوبو إنهم يرحبون بالمساعدة الأمريكية بشرط احترام السيادة الوطنية، ورغم الانتقادات، حاول بولا تخفيف حدة التوتر، مؤكدًا أن ترامب ينظر بإيجابية إلى نيجيريا.