كشف موقع ديفنس وان الأمريكي المتخصص في الشؤون الدفاعية عن وثيقة مسربة تحتوي على مقترح من إدارة دونالد ترامب، حيث تسعى لإخراج أربع دول من الاتحاد الأوروبي، وذلك ضمن استراتيجية جديدة بعنوان “لنجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى” المستوحاة من شعار حملته الانتخابية. الوثيقة تشير إلى نوايا ترامب لسحب النمسا وإيطاليا والمجر وبولندا من الاتحاد الأوروبي وضمها إلى دائرة النفوذ الأمريكي، وهو ما يُتوقع أن يُحدث تغييرات جذرية في المشهد السياسي الأوروبي، كما تدعو الوثيقة الولايات المتحدة لدعم الأحزاب والحركات التي تسعى إلى استعادة أنماط الحياة الأوروبية التقليدية مع الحفاظ على ولائها لأمريكا.
التسريب جاء بعد أسبوع واحد فقط من إصدار استراتيجية الأمن القومي الرسمية، التي تتكون من 33 صفحة، والتي أثارت جدلاً واسعًا بسبب تحذيرها من أن أوروبا تواجه خطر الاندثار الحضاري، كما أشارت إلى عدم وضوح ما إذا كانت بعض الدول الأوروبية ستظل حلفاء موثوقين. البيت الأبيض سارع لنفي هذه الادعاءات بشكل قاطع، حيث انتشرت الأخبار بسرعة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وقد نفت متحدثة باسم البيت الأبيض هذه الادعاءات بشدة.
آنا كيلي، نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، أكدت أن ترامب يتسم بالشفافية، وقد وقع على استراتيجية للأمن القومي توضح مبادئ الحكومة الأمريكية وأولوياتها. وفقًا للتقرير، يرى ترامب أن قادة أوروبا عاجزين أمام الهجرة الجماعية، ويتهم الاتحاد الأوروبي بتقويض السيادة الوطنية وخنق الحريات السياسية، ويعتقد أن سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي تُثير النزاعات، معتبراً أن بروكسل تضعف الحرية السياسية والسيادة.
الوثيقة التي اطلع عليها ديفنس وان تذكر بوضوح بولندا والنمسا وإيطاليا والمجر كدول ينبغي على الولايات المتحدة تعزيز علاقاتها معها بهدف إبعادها عن الاتحاد الأوروبي. يبدو أن هذه الخطط تتماشى مع السياسة الأمريكية في المنطقة، حيث تربط ترامب علاقات ودية مع القادة القوميين المحافظين، مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس البولندي كارول ناووركي، كما لم يُخف ترامب إعجابه بجورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية المحافظة.

