بولتيكو: فوز ممدانى المتوقع في انتخابات عمدة نيويورك يُعتبر اختبارًا كبيرًا لأكبر مدينة في أمريكا

قالت مجلة بولتيكو إن زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، يقترب من تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في أن يصبح أول مسلم يتولى رئاسة بلدية أكبر مدينة في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذا الحدث يعد أحد أكثر اللحظات استقطابًا في المشهد السياسي بنيويورك في السنوات الأخيرة.

وأضافت المجلة أن ترشح ممداني يأتي في وقت تعيش فيه المدينة التي تضم نحو 900 ألف مسلم لحظة فارقة، حيث يمثل صعوده بالنسبة للكثيرين تجسيدًا لانتظارات طويلة وفرصة لإثبات انتماء المسلمين إلى نسيج الحياة المدنية في نيويورك، بينما يعتبره آخرون نقطة انطلاق للاحتجاج واختبارًا لتقاطع الدين والعرق والأيديولوجيا في زمن يشهد استقطابًا متزايدًا.

وفي الأسبوع الماضي، عبر ممداني عن حماسه للفوز في مدينة لا يُناقش فيها انتماء السكان، بما في ذلك المسلمون، وأشارت بولتيكو إلى أن مشاعر الانحياز ضد المسلمين تتزايد في الولايات المتحدة، حيث تأتي حملة ممداني في ظل ردود فعل عالمية متجددة ضد المهاجرين والمجتمعات المسلمة. وفي نيويورك، حيث لا تزال آثار هجمات سبتمبر حاضرة، بات ترشحه مرآة تعكس تناقضات المدينة، ما بين احتفائه كعلامة على التقدم واستخدامه كوسيلة لإثارة الخوف.

يرى الكثيرون أن اقتراب شاب مسلم وُلد في أوغندا من أصول هندية، ويحمل اسمًا غير مألوف، من الفوز في الانتخابات يمثل بارقة أمل، بينما يعتبره آخرون مصدر قلق وجودي. ويعتبر ممداني المرشح الأوفر حظًا في سباق رئاسة بلدية نيويورك، حيث يتصدر بفارق كبير في استطلاعات الرأي على أقرب منافسيه، الحاكم السابق أندرو كومو، لكن الفوز في الرابع من نوفمبر سيجلب معه ضغوطًا وتوقعات كبيرة من ذوي الخلفيات المماثلة له.

على صعيد آخر، يواجه ممداني انتقادات حادة بسبب آرائه ومواقفه، حيث يصفه منتقدوه بالشاب المتطرف، ويعتبرونه من أقصى يسار الحزب الديمقراطي، فقد دعا سابقًا إلى سحب تمويل الشرطة، وقدم مشروع قانون لإلغاء تجريم الدعارة، وشارك في حركة احتجاجية تهدف إلى إلغاء السجون في نيويورك. كما تعرض لانتقادات بسبب مواقفه القاسية تجاه إسرائيل، بما في ذلك دعمه لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات، ومشروع قانونه الذي يهدف إلى إلغاء الإعفاء الضريبي للجمعيات الخيرية في المستوطنات الإسرائيلية.